تقديم
تعاقبت حضارات كثيرة على العراق بلاد الرافدين. ولا غرابة في إن كانت هذه الحضارات التي شيدت حدائق بابل المعلقة وبرج بابل وتطورت الكتابة فيها أن تنشأ بطاريات كهربائية كانت تستعمل لغرض ما...
وُجد العديد من هذه البطاريات في قرية تسمى "خوجت رابه" بالقرب من بغداد. ويرجع تاريخها إلى حوالي 2000 عام تقديريا.
الواحدة منها بطول 13 سنتمترا تقريبا، وهي عبارة عن جرة فخارية (طينية) تحتوي على أسطوانة نحاسية بداخلها ويتوسط هذه الأخيرة قضيب من الحديد. |
|
|
|
|
|
|
تحذير
إذا كنت ستسعمل محلولا كيميائيا دون عصير بعض الفواكه، فيجب أن تلبس قفازين مطاطين في يديك وأن تلبس نظارتين لحماية عينيك وكمامة لحماية أنفك وفمك. إذا حدث لك مكروه لا سمح الله، فلا ترجع إلينا باللوم وقد أعذر من أنذر. |
|
المبدأ العام
مبدأ هذه البطارية ليس بالمعقد إذ أنك تحتاج لمحلول كعصير العنب أو الحامض وقطعتي نحاس وحديد تجعلهما في هذا السائل.
أما مسألة الجرة فهي ثانوية. هي فقط لضم المواد لبعضها البعض.
تنتج بطارية بغدادية واحدة من 0.5 إلى حوالي 2 فولط.
الصورتين التاليتين غنيتين عن الشرح المستفيض. |
|
|
الأجزاء الرئسية
الجزء |
مثال |
تعليق |
جرة |
جرة طينية (فخارية) قارورة بلاستيكية قنينة زجاجية |
المهم أن تكون غير متفاعلة مع المحلول الكيميائي الذي أن نستعمله. من الأحسن أي يكون طولها في حدود 14 سنتمتر (أو أقل). إذا أردت الحصول على جرة طينية، فقم بالذهاب إلى الحوانيت المختصة ببيع المنتوجات الطينية التقليدية الصنع. |
سبيكة نحاسية |
|
|
قضيب حديدي |
وتد حديدي مجموعة مسامير حديدية |
بعض المسامير والقضبان تكن مغطاة بمادة لحفظها من الصدأ. لهذا يجب أن تحصل على قضيب حديدي غير مغطاه أو أن تحكه بورق أحرش حتى تزيل عنه هذه الطبقة. |
غطاء مطاطي |
غطاء بلاستيكي غطاء مطاطي غطاء فليني |
لسد فم القنينة وتثبيت القضيب الحديدي والصفيحة النحاسية فيه. |
شريط لاصق |
شريط لاصق مطاط لزج |
|
محلول |
الخل عصير العنب عصير البرتقال عصير الليمون الحامض هيدروكسيد البوتاسيوم محلول القالي |
أحسن شيء هو أن تحضر محلول هيدروكسيد البوتاسيوم إذا أمكن. وإلا فيمكنك استعمال مادة القالي (Alkaline) فمن المتوقع أن تعمل هي أيضا. وأيضا، ربما يمكنك استعمال عصير الحامض (أي الليمون الحامض) وربما حتى عصير فاكهة البرتقال قد يصلح إلا أني غير متأكد كل التأكد من هذا الأخير. بل حتى عصير العنب والخل يمكنك استخدامهما أيضا. |
التركيب
قم بلف الصفيحة النحاسية حتى تكون من أسطوانة. ثبت القضيب الحديد في وسط غطاء القنينة. يجب أن يبقى طرفا منه خارج الغطاء. قم الآن بتثبيت الأسطوانة النحاسية في غطاء القنينة أو حواليها. قد تجد مشكلة في طريقة التثبيت هذه، يمكنك أن تستعين بمطاط لزج أو شريط لاصق حتى تثبت الأجزاء مع بعضها البعض.
إذا خفت من حدوث تماس بين قطعة الحديد والنحاس فاجعل بينهما مادة عازلة في نهاية الطرف المطفي داخل القنينة.
قم الآن بملئ القنينة بالمحلول. |
|
|
|
||
أقفلها بالغطاء والأجزاء المركبة فيه.
إذا لم تثبت جيدا فتصرف! يمكنك استعمال شريط لاصق أو ما شابه للتثبيت.
إذا كنت تمتلك فولطمتر فيمكنك قياس الجهد الكهربائي الممكن انتاجه مما صنعت.
قد يكون ضعيفا شيئا حسب المحلول الكيميائي الذي استعملت. |
|
طريقة الإستعمال
صل سلكا كهربائيا بطرف السبيكة النحاسية وآخر بقطعة الحديد. صلهما بمصباح يحتاج لجهد كهربائي خفيف. أو بالإحرى إذا استعملت صماما ثنائيا (LED) ضوئيا فسيكون أفضل.
إذا انتجت العديد من هذه البطاريات، فيمكنك إيصالها على التوالي حتى تحصل على جهد كهربائي مرتفع. |
|
|
أسطورية جرة بغداد
ليس ضروريا أن تضطلع على هذه الفقرة إلا إذا كنت تريد أن تعرف بعض التحليلات العلمية عن استعمال هذه البطاريات في العصور القديمة.
عُثر على هذه التحف القديمة في سنة 1936 وبرزت للعلن في سنة 1938 عندما وجدها الألماني ويلهيلم كونيغ (Wilhelm König) في المتحف الوطني العراقي. |
|
في سنة 1940 حرر كونيغ مقالا علميا حول فرضية استعمال هذه الجرات من أجل طلي المعادن حتى تظهر كأنها ذهب أو فضة (قد تسمى هذه العملية بالتشلال في بعض البلدان العربية). |
|
افترض كونيغ بأن تاريخ بطارية بغداد يرجع إلى حضارة البارثيون الذين حكموا بلاد الرافضين من سنة 250 قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام إلى سنة 224 بعد الميلاد.
أما جون سيبسون (St John Simpson) الباحث من المتحف البريطاني فقد أشار إلى أنه لا توجد أدلة تثبت ذلك بوضوح. كذلك وأن تشكيلة الجرة تعبر على أنها تحفة التي خلفتها الحضارة الساسانية التي حكمت بلاد الرافدين قبيل الحضارة الإسلامية.
لاحظ كونيغ أن عددا من التحف الفضية الباقية من الحضارات القديمة المتعاقبة على العراق بأنها مطلية بطبقات رقيقة من الذهب، الأمر الذي يدل على أن الطلاء الكهربائي كان مستعملا باستعمال هكذا بطاريات. |
|
|
|
لكن بعض الباحثين شكك في هكذا عملية لطلاء المعادن في ذاك الوقت، وأن مسألة الطلي هذه كانت تتم باستعمال الزئبق آنذاك كما قال الباحث بول كْرَادُّوك (Paul Craddock) من المتحف البريطاني.
هذه التحف تشبه إلى حد كبير بعض الجرات التي كانت تستعمل من أجل حفض المخطوطات والنصوص المقدسة بالقرب من سلوقية بجانب نهر دجلة. وحيث أن أوراق هذه المخطوطات كانت تصنع من ورق البُرْدي أو جلود الحيوانات فلا عجب إن كانت قد تحللت داخل هذه الجرات مخلفة بذلك حمضا عضويا بالداخل وتفاعلا كيميائيا مع قطعتي النحاس والحديد. |
|
|
|
رغم هذا، فلا أحد قادر على التخمين الصحيح في ما كانت تستخدم هذه الجرات القادرة على إنتاج شحنات كهربائية في الماضي. لم يتم العثور على أسلاك معدنية بالقرب من المكان الأصلي لهذه الجرات حتى يتم دعم فرضية أنها كانت ربما تستخدم كمنبع للتيار الكهربائي إما عن طريق استخدام واحدة أو عن طريق ربطهم مع بعضهم البعض مكونة بذلك دارة كهربائية متتالية.
توجد فرضية أخرى حول استعمال هذه الجرات. فلربما كانت تستعمل في الطب حيث أن الطب كان متطورا شيئا ما في الماضي نظرا لحاجة الناس إليه.
نجد هناك طب الأعشاب عند العرب وكذلك الإبر الصينية عند أهل الصين والتي تطورت إلى أن تم الإستعانة بالتيار الكهربائي عند إجراء عملية الوخز. كما أنه قيل أن الإغريق كانوا يستعينون بأسماك كهربائية لإخماد الألم عند وضعها عند القدمين.
لكن الجهد الكهربائي المتولد من بطاريات بغداد ضعيف جدا وسيكون غير مُجدٍ لإخماد ألم حقيقي مقارنة مع المسكنات التي تم استعمالها في الماضي كنبات القنب مثلا. |
تأليف
تحرير محمد السهلي
{jumi [*3]}
المراجع
http://ar.wikipedia.org/wiki/بطارية_بغداد
http://www.unmuseum.org/bbattery.htm
http://en.wikipedia.org/wiki/Baghdad_Battery
http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/2804257.stm
http://www.instructables.com/id/Building-a-quotBaghdad-Batteryquot/?ALLSTEPS